ربما من المفاجئ قليلًا أن نرى كارلوس ساينز سائقًا في الفورمولا 1 بالنظر إلى خلفيته العائلية. والده، واسمه أيضًا كارلوس ساينز، يُعتبر من أعظم سائقي الراليات في جيله، وبطل العالم للراليات مرتين بداية التسعينيات.
لا يزال كارلوس ساينز الأب، والذي يبلغ من العمر 59 ربيعًا، يشارك في أقوى بطولات رياضة المحركات ويحقق الإنجازات، والتي كان آخرها التتويج بلقب رالي داكار 2020 في المملكة العربية السعودية.
كانت هذه النسخة من الرالي الأسطوري والأصعب في العالم هي الأولى على المسارات الصحراوية في المملكة العربية السعودية. وشكّلت جدة، التي تستضيف كذلك الجائزة الكبرى الأولى للفورمولا 1 في ديسمبر المقبل، محطتها الأولى. سيكون ذلك انجازًا غير مسبوقٍ لعائلة ساينز إذا تمكن الابن من تكرار نجاح والده في السعودية.
تبلور طموح ساينز الإبن من خلال مشاهدته سباقات الفورمولا 1 في مدينته مدريد، عاصمة إسبانيا، وأصبح فرناندو ألونسو، الذي قارع مايكل شوماخر وحقق بطولة العالم في موسمي 2005 و2006، بطله ومثاله الأعلى. لذلك اختار ساينز الشاب تتبع خطوات ألونسو، عوضًا عن سلوك درب أبيه في عالم الراليات.
حقق في عام 2009 لقب كأس بطولة موناكو للكارتينغ وتخرّج إلى بطولات المقعد الأحادي في 2010، لينضم إلى أكاديمية ريد بُل للسائقين اليافعين، البرنامج الذي يهتم باكتشاف وتمويل المواهب في عالم رياضة المحركات. وأثبت ساينز بعد موسمين موهبته من خلال التتويج بلقب بطولة فورمولا رينو عام 2014.
نتيجة لذلك، حجز الإسباني مقعدًا له في الفورمولا 1 في صفوف فريق تورو روسو عام 2015، الفريق الثاني لـ ريد بُل، إلى جانب سائق مبتدئ آخر هو ماكس فيرشتابن.
ورغم المنافسة المتقاربة بينهما، وقع الاختيار على ماكس فيرشتابن لتتم ترقيته للفريق الأول، لذا وصلت علاقة ساينز بريد بُل إلى نهايتها، لينتقل بعد ذلك إلى رينو لموسمَين، قبل التوجه إلى ماكلارين في 2019.
من سخرية القدر، أن الشخص الذي حلّ مكانه في الفريق البريطاني كان بطله فرناندو ألونسو، ونشأت بين الاثنين علاقة صداقة وطيدة منذ دخول ساينز عالم الفورمولا 1. خلال موسمين مع ماكلارين، حقق ساينز منصتي تتويج: المركز الثالث في البرازيل عام 2019 والثاني في مونزا في الموسم التالي. وفي 2021، وجد ساينز نفسه مع فريق فيراري، ولا يزال يبحث عن فوزه الأول بعد أن مضى سبعة مواسم على تواجده في البطولة.
فهل يتذوق طعم الفوز للمرة الأولى في جدة في ديسمبر المقبل؟
